تصرخ الحافلة وتندفع بأقصى سرعة لها ، والطريق مظلم معوج ، ممتلئ بالعقبات ، تترنح الحافلة يمينا ويسارا ، تقفز لأعلى ثم ترتد إلى أسفل ، وأهلها غافلون عنها ، منشغلون بصخبهم وخلافاتهم ، جدهم وهزلهم ، ضحكهم وبكائهم ، يتفاوضون ويتقاتلون ، يصلون ويزنون ، يتصافون ويتلاعنون ، يتبادلون شرب النَّخْبُ من دمائهم ، والحافلة تقترب سريعا من الهاوية ، لا قائد لها ولا مرشد ، تستغيث الحافلة بأصحابها فلا يستمعون لها ، تبحث عن أصحاب العقول فلا تجدهم ، يبتلعها الطريق فتمضي بهم إلى مصير لا يعلمه إلا الله.
أيمن مصطفى الأسمر
يوليو 2013